ظاهرة رمي القمامة في الأماكن العامة والطرقات والشوارع والبحيرات المائية تفشت في الآونة الأخيرة، هذه السلوكيات التي باتت تهدد المبادئ والقيم والأخلاق, وتكشف عن انعدام الإحساس بالمسؤولية تجاه المكان والإنسان ,وأصبحت سبباً رئيسياً في التلوث البيئي وكذلك التلوث البصري وافساد المنظر العام.
ورمي القمامة من شأنه أن يجذب الحشرات مثل الذباب والصراصير والبعوض والقوارض مثل الجرذان والتي عادة ما تحمل معها أنواعاً متعددة من الأمراض التي تسبب الاعتلال للناس، وتسبب القمامة تجمع القطط التي تتنقل وتنقل الجراثيم إلى المنازل.
بالإضافة إلى ذلك تسبب القمامة الحوادث بينما يحاول السائقون تجنبها على الطريق، والأطفال يمكن أن يسقطوا على القمامة في الملاعب ويصابون بالجروح وتسبب القمامة انبعاث الروائح الكريهة التي تزعج الإنسان وتسبب الحساسية, وحولت الكثير من الأماكن إلى مصادر للأمراض قد تصيب الإنسان ولم ينجو من ضررها حتى الحيوان فأصبحت معضلة تؤرق كل إنسان.
من أكثر الأسباب التي تؤدي إلى حدوث الكثير من الظواهر السلبية ومن ضمنها ظاهرة رمي القمامة هي غياب روح المواطنة ,يصاحبها غياب روح الانتماء ,كنتيجة لشعور الناس بالجور والظلم الذي تمارسه الحكومات على شعوبها ,غير أن ذلك لا يبرر ارتكاب مثل هذه الأخطاء , وثاني الأسباب هو غياب قوة الدولة التي تفرض القوانين على المواطنين، ومنها القانون الذي يجبرهم على احترام المصلحة العامة والابتعاد عن كل ما يعكر صفو المنظر العام، وهذا الغياب يسمح للسلوك بأن يكون عادة من خلال تكرار السلوك لمرات عديدة, وتصبح اللامبالاة نمطاً ومنهجاً للحياة ,كما غياب الوازع الديني يعقد من المشكلة ويفاقمها، فالوازع الديني يكون رادعاً للإنسان في الكثير من المواقف.
(السويد تعيد تدوير99%من مخلفاتها
تمكنت السويد من استغلال 99%من نفاياتها مما أدى الى نفاذ المخلفات ودفعها للبحث عن مصدر خارجي لتغذي برنامجها “الحرق لتحويل النفايات الى طاقة”وتستورد السويد حاليا 800 ألف طن/سنويا من الدول الاوروبية الاخرى.
وتنتج السويد من حرق النفايات طاقة تكفي لتوليد الكهرباء لمايقارب من 250 الف منزل وتأمين 20% من التدفئة المركزية لنحو 810 الاف منزل.
أما في الصين وبحسب تقارير صينية وإحصاءات تجارية للأمم المتحدة فإنه في عام 2015 تم شحن مايقرب من 70%من نفايات العالم البلاستيكية و37% من النفايات الورقية العالمية الى الصين.
أما في تركيا أصبحت اسطنبول أكثر المدن إستغلالاً لنفاياتها ,وتمتلك مركزاً مجهزاً لإعادة تدوير النفايات ينتج 389 ألف ميجاوات من الكهرباء أي مايكفي لحاجة 800 الف نسمة من السكان.
كذلك, فإن النمسا من بين أعلى دول العالم في معدلات تدوير النفايات بنحو 63% وفقاً للوكالة الأوروبية للبيئة التي أوضحت أن لدى النمسا نظام إعادة تدوير طويل الأمد.)1
إن التأمل في كل هذه الجهود الدولية في الخروج عن المعتاد في مسألة إدارة المخلفات و توليد الطاقة منهاتجعل المواطن العربي يقف حائراًمن الطريقة التي لازالت تفكر فيهاحكوماته بطرق قديمة عفى عليها الزمن.
نرجو من الحكومات بدأًمن الحكومة الليبية النظر في ملف تكدس القمامة ونطالب بضرورة الإسراع في وضع استراتيجيات واتخاذ إجراءات عاجلة للتخلص من القمامة وإنشاء مصانع إعادة تدوير القمامة بدلاً من الاعتماد على الأساليب القديمة في معالجة المخلفات.
سيظل أمر إدارة المخلفات واقعاً متأزماً يحتاج حقاً إلى قرارات شجاعة من الهيئات الحكومية ا,لسياسيين, والقطاع الخاص والمواطنين بدءاً من التقليل من حجم القمامة وجمعها الى فرزها ثم الى نقلها ومعالجتها.
** (1) بوابةالشروق https://www.shorouknews.com/
© 2022 مؤسسة الرواد للتعليم والتوعية، جميع الحقوق محفوظة
بدعم من شركة العنكبوت الليبي
اترك تعليقاً