أسباب رمي القمامة في الشوارع والطرقات من قبل الجميع بقلم شذى الفرجاني
ظاهرة رمي القمامة في الأماكن العامة والطرقات والشوارع والبحيرات المائية تفشت في الآونة الأخيرة، هذه السلوكيات التي باتت تهدد المبادئ والقيم والأخلاق, وتكشف عن انعدام الإحساس بالمسؤولية تجاه المكان والإنسان ,وأصبحت سبباً رئيسياً في التلوث البيئي وكذلك التلوث البصري وافساد المنظر العام.
ورمي القمامة من شأنه أن يجذب الحشرات مثل الذباب والصراصير والبعوض والقوارض مثل الجرذان والتي عادة ما تحمل معها أنواعاً متعددة من الأمراض التي تسبب الاعتلال للناس، وتسبب القمامة تجمع القطط التي تتنقل وتنقل الجراثيم إلى المنازل.
بالإضافة إلى ذلك تسبب القمامة الحوادث بينما يحاول السائقون تجنبها على الطريق، والأطفال يمكن أن يسقطوا على القمامة في الملاعب ويصابون بالجروح وتسبب القمامة انبعاث الروائح الكريهة التي تزعج الإنسان وتسبب الحساسية, وحولت الكثير من الأماكن إلى مصادر للأمراض قد تصيب الإنسان ولم ينجو من ضررها حتى الحيوان فأصبحت معضلة تؤرق كل إنسان.
ياترى، ما هي الأسباب وراء هذه المعضلة؟
من أكثر الأسباب التي تؤدي إلى حدوث الكثير من الظواهر السلبية ومن ضمنها ظاهرة رمي القمامة هي غياب روح المواطنة ,يصاحبها غياب روح الانتماء ,كنتيجة لشعور الناس بالجور والظلم الذي تمارسه الحكومات على شعوبها ,غير أن ذلك لا يبرر ارتكاب مثل هذه الأخطاء , وثاني الأسباب هو غياب قوة الدولة التي تفرض القوانين على المواطنين، ومنها القانون الذي يجبرهم على احترام المصلحة العامة والابتعاد عن كل ما يعكر صفو المنظر العام، وهذا الغياب يسمح للسلوك بأن يكون عادة من خلال تكرار السلوك لمرات عديدة, وتصبح اللامبالاة نمطاً ومنهجاً للحياة ,كما غياب الوازع الديني يعقد من المشكلة ويفاقمها، فالوازع الديني يكون رادعاً للإنسان في الكثير من المواقف.
حل المعضلة:-
- توعية المواطن بخطورة القمامة.
- التأكد من تطبيق القوانين البيئية من طرف المعنيين بالأمر.
- دخال مفهوم تثمين القمامة إلى ثقافة كل مواطن.
- دخال برامج التوعية في المنظومة التربوية لإنشاء جيل واعي.
- تحريك الوازع الديني وتسليط الضوء على أن نظافة البيئة مطلب شرعي قبل أن تكون مطلبا إنسانياً أو صحياً، فالدين الإسلامي يحث على النظافة ويحرم الاعتداء على الشوارع، ويطالب بإماطة الأذى عن الطريق لا رمي الأذى عليها، فهي من الإيمان :- قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ((الإيمان بضع وسبعون شعبة أفضلها قول لا إله إلا الله وأدناها إماطة الأذى عن الطريق))”رواه مسلم”.
وكذلك إماطة الأذى عن الطريق صدقة
قال صلى الله عليه وسلم((وتميط الأذى عن الطريق صدقة)). “رواه البخاري ومسلم”. - فرض غرامات وعقوبات رادعة بحق أي شخص يقوم بالاعتداء على الطرق برميه للمخلفات مهما كان شكلها أو نوعها سيساهم كثيراً في الحد من انتشار هذه الظاهرة.
- جمع ونقل القمامة: يجب توفير سلات قمامة في الأماكن العامة والطرقات والمنتزهات.
يعد جمع القمامة بأنواعها الخطوة الأولى في إدارتها عن طريق نقلها إلى أماكن مخصصة ليتم التخلص منها وتمثل عملية نقل القمامة حلقة وصل بين عملية الجمع والمعالجة ويجب أن تتم عملية التخلص من القمامة بطرق صحية وفعالة دون إحداث روائح أو غبار أو تناثر القمامة في الشوارع أثناء نقلها.
تختلف طرق جمع القمامة بين المدن والدول وهذه الخدمة غالباً ما تقدمها السلطات الحكومية المحلية أو من قبل القطاع الصناعي الخاص.
في بعض الدول تتبع الحكومة طريقة جمع القمامة من جانب الطريق وتقدم لكل منزل ثلاث حاويات واحدة للمواد القابلة لإعادة التدوير وواحدة للمواد العضوية وواحدة للنفايات العامة، بينما في دول أخرى في البنايات توجد قنوات تدفع فيها القمامة إلى أسفل البنايات حيث يوجد محتوى كبير للقمامة تسمى هذه الطريقة جمع القمامة بالضغط. - التقليل من حجم القمامة:
تقليل النفايات من خلال السلوك اليومي يؤثر إيجابياً على المجتمع من خلال بعض التطبيقات.- تجميع الأغراض التي يمكن إعادة استعمالها كالملابس والألعاب واعطاؤها لمن هم بحاجة إليها.
- تحويل القمامة الغذائية إلى سماد واستخدامه في حديقة المنزل.
- التقليل من الوجبات السريعة, وبالتالي التقليل من العبوات الورقية .
- الابتعاد عن شراء عدد كبير من عبوات مياه الشرب ومواد التنظيف الصغيرة وشراء عبوات كبيرة الحجم.
- استعمال البطاريات القابلة لإعادة الشحن بدلاً من البطاريات القابلة للإزالة.
- تعبئة رصيد الهواتف من خلال الانترنت بدلاً من الكروت الورقية.
- استخدام أكواب القهوة التي يمكن إعادة استعمالها بدلاً من الأكواب الورقية.
- صيانة الأجهزة الكهربائية والإلكترونية بدلاً من رميها وشراء جديدة.
- معالجة القمامة:
- الطمر الصحي
هو طريقة حديثة لمعالجة القمامة بحيث يتم حفر حفرة في الأرض ويتم تجهيزها بطبقة عازلة من الإسمنت ثم توضع فيها القمامة ثم تغطى بالتراب ولكن من سلبيات الطمر احتمالية تلوث المياه الجوفية وتسرب الغازات الملوثة للهواء. - إنشاء محارق خاصة للقمامة:
بحيث يتم حرق القمامة في مراكز خاصة تمنع تسرب الغازات الناتجة عن عملية الحرق وتقلص حجم القمامة إلى 90%. - إعادة التدوير:
هي عملية تجميع المواد التي بالإمكان تدويرها ثم القيام بفرزها حسب أنواعها لتصبح مواد خام صالحة للتصنيع ليتم تحويلها إلى منتجات قابلة للاستخدام.
- الطمر الصحي
** تجارب عالمية
(السويد تعيد تدوير99%من مخلفاتها
تمكنت السويد من استغلال 99%من نفاياتها مما أدى الى نفاذ المخلفات ودفعها للبحث عن مصدر خارجي لتغذي برنامجها “الحرق لتحويل النفايات الى طاقة”وتستورد السويد حاليا 800 ألف طن/سنويا من الدول الاوروبية الاخرى.
وتنتج السويد من حرق النفايات طاقة تكفي لتوليد الكهرباء لمايقارب من 250 الف منزل وتأمين 20% من التدفئة المركزية لنحو 810 الاف منزل.
أما في الصين وبحسب تقارير صينية وإحصاءات تجارية للأمم المتحدة فإنه في عام 2015 تم شحن مايقرب من 70%من نفايات العالم البلاستيكية و37% من النفايات الورقية العالمية الى الصين.
أما في تركيا أصبحت اسطنبول أكثر المدن إستغلالاً لنفاياتها ,وتمتلك مركزاً مجهزاً لإعادة تدوير النفايات ينتج 389 ألف ميجاوات من الكهرباء أي مايكفي لحاجة 800 الف نسمة من السكان.
كذلك, فإن النمسا من بين أعلى دول العالم في معدلات تدوير النفايات بنحو 63% وفقاً للوكالة الأوروبية للبيئة التي أوضحت أن لدى النمسا نظام إعادة تدوير طويل الأمد.)1
إن التأمل في كل هذه الجهود الدولية في الخروج عن المعتاد في مسألة إدارة المخلفات و توليد الطاقة منهاتجعل المواطن العربي يقف حائراًمن الطريقة التي لازالت تفكر فيهاحكوماته بطرق قديمة عفى عليها الزمن.
نرجو من الحكومات بدأًمن الحكومة الليبية النظر في ملف تكدس القمامة ونطالب بضرورة الإسراع في وضع استراتيجيات واتخاذ إجراءات عاجلة للتخلص من القمامة وإنشاء مصانع إعادة تدوير القمامة بدلاً من الاعتماد على الأساليب القديمة في معالجة المخلفات.
سيظل أمر إدارة المخلفات واقعاً متأزماً يحتاج حقاً إلى قرارات شجاعة من الهيئات الحكومية ا,لسياسيين, والقطاع الخاص والمواطنين بدءاً من التقليل من حجم القمامة وجمعها الى فرزها ثم الى نقلها ومعالجتها.
** (1) بوابةالشروق https://www.shorouknews.com/
مادا عن المنتجين الكبار الذين يساهموا بنسبة كبيرة في النقط السوداء