إن ظاهرة الإساءة إلى الطلاب سواء كانت معنوية من شتم وسب، أو مادية بالضرب، له ما له من الآثار السلبية التي لا تحمد عقباها.
جميعنا يعلم يقينا أن المعلم ” بشر” يتعرض لضغوطات الحياة الصعبة من العمل والبيت وظروف الحياة بصفة عامة، ولا سيما في الدول التي تعاني من ويلات الحرب ومن ضمنها ” ليبيا”، فكل هذه الضغوطات تجعله يعيش حالة من التوتر والقلق وانعدام سعة الصدر، وكل ذلك يؤثر سلبا على كل من يتعامل معهم ومن بينهم” الطلاب”، فأحيانا نجد أن المعلم لا يقبل ولا عثرة من طالب، فبمجرد أن يخطئ الطالب ينهال عليه سيلا من الشتم والسب، وأحيانا يصل الأمر إلى الضرب سواء كان باليد أو العصا، والأدهى والأمر أن يحدث كل ذلك على مرأى من زملائه مما يسبب له موقفا محرجا لا يحسد عليه، مخلفا في نفسه أثارا سلبية تجاه المعلم والمادة وزملائه على حد سواء.
لا ننكر أن الطلاب أحيانا هم سبب توتر المعلم، سواء بسبب عدم التركيز أثناء شرح الدرس والإلتهاء مع بعضهم البعض، أو عدم الإهتمام بمراجعة الدروس أولا بأول، أو عدم الحصول على درجات جيدة في التطبيقات والإمتحانات، أو غيرها من الأسباب.
كل ذلك لا يعطي صلاحية للمعلم بالتعدي على الطلاب سواء كان بالشتم أو الضرب – ولا يجوز أيضا أن يتعدى الطلاب على المعلم، وهو موضوع مستقل لن نتطرق إليه في هذا المقال، بل للمعلم خيارات عديدة أخرى، وكلها ناجحة ولها الأثر الطيب على المعلم والطالب والتحصيل العلمي الجيد للمادة على حد سواء، من ضمن هذه الخيارات المعاملة بالتي هي أحسن ” اللين”، وأن يتغاضى المعلم أحيانا عن بعض الكلمات والمواقف وقلبها إلى نكتة أو موقف تكون فيه عبرة، هذا يكون في المواقف البسيطة والمتوسطة وليست المواقف الصعبة المحرجة التي تحتاج لحل جدري، يستطيع أيضا أن يضغط عليهم بورقته المرابحة دائما ألا وهي ” الدراجات”، أو استدعاء أولياء الأمور وغيرها من الخيارات الأخرى.
** أهم الأثار السلبية عند الإساءة للطلاب المعنوية منها والمادية:
تتعدد الآثار السلبية للشتم والضرب، فمنها العلمية والنفسية والاجتماعية، وتختلف أيضا من مرحلة إلى مرحلة أخرى، فالآثار الناجمة عن إساءة المعاملة لتلميذ في المراحل الأولى وردة فعله تختلف عن الآثار لطالب في المرحلة الإعدادية أو الثانوية، ولكن تبقى هناك آثار مشتركة منها:
أخيراً..
أخي المعلم، أختي المعلمة.
يجب علينا أن نتذكر دائما أن ” كلكم راع وكلكم مسؤول عن رعيته”، وأننا سنحاسب على أعمالنا دقها وجلها، فالأحرى بنا أن نتعامل مع من هم أمانة عندنا بما يرضي الله تعالى، فالرسول صلى الله عليه وسلم لم يضرب طفلا قط وهو معلم البشرية.
وكذلك من الناحية العلمية فإنه لم تثبت إيجابيات للضرب بحجم السلبيات، حتى وإن كان البعض يعتقد أن الطالب سيتحسن مستواه العلمي في مادة ما نتيجة للضرب فإن الآثار السلبية تبقى أقوى وأكثر بكثير من هذه النتيجة المؤقتة الناتجة عن الخوف.
يجب علينا أن نكون قدوة للطلاب في الأخلاق والإحترام والمعاملة باللين، ولن تكون نتيجة ذلك إلا طيب الأثر.
© 2022 مؤسسة الرواد للتعليم والتوعية، جميع الحقوق محفوظة
بدعم من شركة العنكبوت الليبي
اترك تعليقاً